الدكتورة: نور الهدى قرباز
تصدرت الرواية العربية منذ ظهورها المسألة الصدام الحضاري بين الشرق والغرب. وقد تناولت الرواية الشرق والغرب بصورة وبشكل أكثر وضوحا من باقي الأجناس الأدبية الأخرى، لقدرة الرواية على عكس العملية الاجتماعية، وتمثلها في حركة نموها وتطورها، وتعقيداتها، لأنها جنس يحتوي الكل. وسببان أسهما في ارتباط بواكير الرواية العربية بالصدام الحضاري بين الشرق والغرب، أولهما أن الجنس الروائي تو جذور غربية، وبحكم قانون التقليد الذي يحكم البدايات الأولى لكل فن كان من الطبيعي أن يظهر الغرب كأحد المكونات الأساسية في الرواية العربية، فظهرت روايات عربية لها صبغة غربية، من حيث المكان والأشخاص، كرواية "نهم" لشكيب الجابري، التي وصفت بأنها رواية غربية كتبت باللغة العربية، وأما ثانيهما فيرجع إلى أن الروائيين الأوائل كانوا من طلاب البعثات العلمية في الغرب وعند عودتهم لبلدانهم، أرادوا ممارسة كتابة الرواية وجدوا في الفترة التي قضوها في الغرب تجربة ثرية. فقاموا بمحاكاة الأعمال.
Keywords:
مثاقفة، تزاوج حضاري، تطعيم الرواية بلغة الآخر، عالمية الرواية.,Pages: 51-63