الإصدار 2 - العدد 4 (2025-07-20)

دور تقنيات الشات بوت في إدارة المعرفة وتعزيز التعلم الذاتي: دراسة تحليلية

الباحثة: فتحيه محمد اسماعيل عيسى

تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف وتحليل دور تقنيات الشات بوت (Chatbot) في تطوير عمليات إدارة المعرفة وتعزيز التعلم الذاتي، من خلال مراجعة الأدبيات السابقة وتحليل عدد من التجارب والتطبيقات الحديثة في هذا المجال. مع تسارع وتيرة التحول الرقمي وازدياد الحاجة إلى أدوات ذكية قادرة على التفاعل مع المستخدمين بكفاءة، برزت تقنية الشات بوت كأحد الحلول الفعالة التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتعلم الآلي، لتقديم خدمات معرفية وتفاعلية مرنة.

تناولت الدراسة محاور متعددة من أبرزها: تعريف عمليات إدارة المعرفة (مثل توليد المعرفة، تخزينها، توزيعها، وتطبيقها)، وتوضيح كيف يمكن لتقنيات الشات بوت أن تدعم كل مرحلة من هذه العمليات عبر التفاعل الفوري، وتخصيص المحتوى، وتقديم إجابات دقيقة للمستخدمين، سواء في البيئات التعليمية أو المؤسسية  ، كما سلطت الدراسة الضوء على مساهمة الشات بوت في تحسين تجربة التعلم الذاتي من خلال توفير بيئة تعليمية تفاعلية تحاكي الحوار البشري، مما يسهم في تحفيز المتعلمين على الاستكشاف والتفكير النقدي، ويقلل من الاعتماد على المعلم التقليدي. وقد استعرضت الدراسة نماذج واقعية وتجريبية من دول متعددة مثل تايلاند وسويسرا والإمارات، حيث أثبت الشات بوت فعاليته في تحسين التحصيل الأكاديمي، وزيادة دافعية الطلاب، وتقليل الأعباء على الكوادر التدريسية.

اعتمدت الباحثة في منهجيتها على المنهج التحليلي والوصفي لاستكشاف سبل توظيف الشات بوت في دعم المعرفة، كما ناقشت التحديات التقنية والتنظيمية المرتبطة بتبني هذه الأدوات. خلصت الدراسة إلى أن استخدام الشات بوت لا يقتصر فقط على التعليم، بل يمتد ليشمل مجالات مثل خدمة العملاء، التسويق، الترجمة، والمكتبات، مما يجعله أداة رقمية استراتيجية تساهم في رفع كفاءة المؤسسات وتحقيق أهدافها المعرفية والوظيفية.

واختتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات التي دعت إلى التوسع في استخدام تقنيات الشات بوت داخل المؤسسات التعليمية، وضرورة تطوير نماذج محلية تلائم السياق الثقافي والتعليمي العربي، مع دمجها في استراتيجيات إدارة المعرفة الشاملة.