الدكتورة: خلود بوعصيدة
تُعدّ عملية تطوّر تصميم ألبوم الطفل انطلاقًا من توظيف الصور الزخرفية في خدمة النص، مسألة محورية في تجربة المصمم الفنان رؤوف الكراي. وتطرح هذه الدراسة تساؤلات حول العلاقات البصرية بوصفها وسيلة لتعريف فعل "الإيضاح" أو "التوضيح البصري".
في هذا السياق، تبرز تجربة الفنان والمصمم التونسي رؤوف الكراي كحالة فنية متفردة في المشهد الإبداعي التونسي والعربي، حيث يتقاطع في أعماله البعد الجمالي مع العمق الرمزي، ويتداخل الزخرفي مع السردي، ما يجعل من رسوماته في كتب الأطفال مساحة خصبة لتحليل البنية التشكيلية والدلالية للصورة. إن الرسوم التي يُنتجها هذا الفنان تتجاوز الوظيفة التزيينية، لتشكل فضاءً للتبادل الثقافي ينفتح على مجالات متعددة مثل التصميم، والفن، والأدب، وعلم النفس. وتتميّز هذه الرسوم بطابعها السردي الذي ينبثق من التكوينات الخطية، واختيار الألوان، والمعالجة التشكيلية العامة، مما يمنحها قوة تعبيرية تتجاوز مجرد الصورة المصاحبة للنص. أين تقف اليوم رسوم كتب الأطفال في المشهد المعاصر خاصة من خلال التداخل بين الوسائط الفنية المتعددة؟
من هذا المنطلق، نطرح مسألة تفرد العوالم البصرية التي تنقلها كل صورة توضيحية في أعمال المصمم التونسي رؤوف الكراي من شخصيات، وديكورات، وإكسسوارات، ومناظر طبيعية وذلك بهدف الكشف عن رهاناتها الجمالية والسردية، وتحليل آليات التفكير والتخيل التي يعتمدها الفنان في عمليتي التصور والإبداع.
الكلمات المفتاحية:
الإيضاح البصري, التداخل الأيقوني , التفاعل الوسائطي, المرونة التشكيلية, المخيلة الجماعية الشعبية,الصفحات: 77-90